بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المدونة اسمها ليتهم يعلمون وكان سبب تسميتها بهذا الاسم قصة حدثت معي وانا اعيش في هذه الحياة وكنت غير مكتمل النضج الفكري فحيث كنت على وشك الزواج وكان عمري في لحظتها 26 عاما وكان باقي لحفل زواجي قرابة الشهر
حيث قابلت صديق لي يعمل في صناعة وتركيب نوافذ الالومونيوم وشرحت له انني مقبل على الزواج وهناك بعض التصليحات في نوافذ منزلي يجب ان تنجز وباسرع وقت وذهبنا الى المنزل وبدأ بالعمل وما ان انتهى كنت انا قد احضرت طعام الغذاء وبدانا بتناول الطعام وكنت انا اقص عليه مرارة الاعتقال حيث لم يمضي شهران على الافراج عني من سجون الاحتلال الاسرائيلي وكانت صورة قساوة الاعتقال ما زالت عالقة بذهني وكنت استحضر يوميات اعتقالي لحظة بلحظة واتخيلها كانها لم تنتهي
وانهينا طعامنا وذهب كل منا الى اعماله وركبت سيارتي واتجهت الى محلي الذي املكه حيث كنت ابيع فيه مواد بناء ودهانات وعندما اقتربت من المحل شاهدت احد اصدقائي ينتظرني ونزلت من السيارة ودخلنا المحل وجلسنا قليلا حتى جاء صديق آخر وما ان بدأنا الحديث نظرت الى خارج المحل فرايت سيارات الاحتلال الاسرائيلي تطوق المحل وكل المنطقة ودخل علينا ضابط ومجند اسرائيليين وقال لنا الضابط هويات هويات اي البطاقات الشخصية واعطيناه اياها ونظر اليها واعاد بطاقتان حيث لم تكن بطاقتي منهم وقال الضابط انت مطلوب للمخابرات تفضل وتعال معنا فانت معتقل ومن هنا بدأت قصتي مع ليتهم يعلمون
يتبع في حلقة اخرى............................
فقلت في نفسي الا يعلمون انيي على وشك الزواج الا يعلمون حرقة اهلي الا يعلمون اني انسان ينتظر الاستقرار وتكوين عائلة الا يعلمون الا يعلمون وقلت وانا اكظم غيظي ويكاد العرق يتصبب مني والظلم يعتصر قلبي ليتهم يعلمون ليتهم يعلمون وكنت ارددها في سري ولا اعي معناها العميق ولا اعلم ان معناه يرتبط بامور كثيرة لم اكن افقهها او ربما لم اكن بعد مستعد للتفكير بمثل هكذا افكار وما ان خرجت معهم ووصلنا الى خارج المحل فاذ بي ارى جموع من الناس تراقب ماذا يحدث فنظرت الى يميني فشاهدت عن يعد جمع من الناس ينظر الينا وكانت مفاجئة لم اكن اتوقعها فرايت والد خطيبتي ينظر الي وقد اعتراه الخوف والقلق ولا اعلم ماذا كان يفكر لحظتها فقلت ربما كان يقول في نفسه لماذا وافقت على هذا الشاب ليتزوج ابنتي فلقد ظلمتها وبعد ان استشعرت ما كان يدور في خلده فقلت ليته يعلم انني لا اعلم لماذا يعتقاونني ونظرت الى الناس وقلت ليتهم يعلمون وهنا بدأت اولى ملامح فهمي لهذه المقولة ليتهم يعلمون
يتبع وساكتب وساظل اكتب ولكن على فترات ويتبع.........
عدنا...
حيث كنت اقف على عتبة محلي وسيارة الجيب الاسرائيلي تفتح ابوابها لي كانها تفتح مستقبلا غامض لادخله مكرها فنظرت اليها كانني انظر الى واد سحيق لا اعلم نهايته وقام الجنود في غفلة تفكيري بالصراخ لكي استقل الجيب وما ان هممت ان ادخله اوقفني الضابط وبيده مرابط بلاستيك لكي يقيدني بهم فادارني الضابط الى يسار مكان وقوفي فرأيت عددا كبيرا من السيارات الاسرائيلية والجنود وبعيدا عنهم جموع غفيرة من المواطنين يشاهدون ما يحدث وكان وسطهم القوات الدولية للمراقبة التي جاءت باتفاق دولي الى مدينة الخليل بعد مجزرة الحرم الابراهيمي فاحسست لساني يريد الصراخ عليهم ويقول لهم ليتكم تعلمون ان الذي يده بالنار ليست كالتي يداه في الماء افلا يعلمون ويا ليتهم لا يعلمون لان علمهم عبارة عن كاميرا للتصوير التقطوها لي وانا اكبل من قبل المحتل فييا ليتهم يعلمون ان علم الشيء هو معرفته مع الشعور بمذاقه باللسان او بالاحساس
ونظرت الى هذه الدنيا للاسف بعين واحدة ليس استعلاء عليها وليس من هذا القبيل فكنت قبلها بايام صحوت من نومي وعيني اليمين تؤلمني بشدة وكانت محمرة لدرجة كبيره وذهبت للطبيب واعطاني دواء ووضع لي شريطا لاصقا عليها ليحميها من الغبار والجراثيم
ليتهم يعلمون ما كان شعوري وقتها جريح في قلبي ومصابا في عيني وحزينا من كل اعماق قلبي لهذا الذي انا فيه فليتهم يعلمون ان اتجاها جديدا ومنحى آخرا اخذ عقلي يدور فيهما فبدأت ادرك نعمة العدل ونقمة الظلم وقلت مال هؤلاء البشر يظلمون بعضهم مال هؤلاء البشر لا يحبون عدلا ايظنون فعلا انهم شعب الله المختار فهل يحق لهم ان يكونوا نخبة تتعالى على كل البشر افلا يعلمون انهم سيموتون كما نموت نحن ظلما وقهرا فيا ليتهم يعلمون انهم دماء ولحم من تراب نحن منه وادخلوني الى الجيب بقوة واظلمت الدنيا كما اسود قلبي عليهم واحسست ان دمي بدأ بالغليان من شدة التفكير ماذا يريد هؤلاء مني افلم يكفيهم انهم سرقوا زهرة مراهقتي قبلها بثلاثة اعتقالات فجعلت نفسي اراجعها فلعلها اخطأت بشيء حسن فلم اجد فادركت حينها ان الانسان يعيش تناقضات لحظية ومستقبلية والا ما الذي دفعني لاقول اخطأت بشيء حسن وسارت القافلة العسكرية في اتجاه لا اعلمه وعقلي لا يتوقف عن التفكير فتجلت لي لحظتها اروع آيات الطمأنينة والثبات وبدأت تتبلور لدي فكرة مفادها ان صمود الرجل بقلبه وعينيه يعد انتصارا على نفسك قبل ان يكون انتصارا على اعداءك فليتني علمت صمودا قبل هذا الصمود فما كنت شعرت بالم الاعتقال وقساوته وكأن الله انزل علي سكينته وكأن عقلي لم يعد هو عقلي فشعرت كأنه نضج كما تنضج حبة البطاطا وهي في النار واصبح جاهزا ليستوعب كل ما يجري حولي وكنا في الطريق نسير طريقا طويلة الى ان وصلنا معسكرا للاحتلال وانزلوني كأني مهزوم ويا ليتهم يعلمون انهم زرعوا في الانتصار والعزة فلا انتصار وعزة لهم لكونهم احتلال بقوة السلاح
يتبع في......................
ظن بنو اسرائيل أنهم ألاقوى ولكنهم لا يعلمون ان الضعف مغروس في قلوبهم والسلاح هو الوحيد الذي يحميهم وان السلاح هو الرادع لاي شخص يفكر بطردهم من بلادنا
صرخت بأعلى صوتي ماذا تريدون اين كبيركم وكنت اقصد ضابط المخابرات كابتن المنطقة اين هو ماذا يريد مني وقلت اظنه ليلة الامس لم ينم وهو يفكر بي ولو انه يعلم وليته يعلم انه باحتلالهم لارضنا ما فكر بي اليس هو بشر يحب ويكره ويخاف الس له مشاعر فلماذا يضع نفسه في موقع المدافع والخائف اليس له عائلة يريد ان يعيش معها بسلام اليس له اطفالا يحتاجون ان يربيهم على حب الناس ولكن للاسف انهم يربون اطفالهم على كره الانسان العربي ويصورونه ..يتبع
على انه مجرد من المشاعر ولا يهمه الا شرب الدماء هؤلاء هم اليهود عندما يبنون ثقافنهم
ثقافتهم هي تشويه الآخرين ومدح انفسهم فاين الثقافة
فرد علي جندي وقال تعال معي وادخلني غرفة ليس بها احد وانتظرت حتى أتاني الكابتن وقال لي شرفتنا فقلت له ماذا تريد فقال هدئ من روعك واصررت بعصبية ماذا تريد وهات من آلاخر فحدثني على ان ابوح انا بكل اسراري فقلت له يوجد لديك مراكز تحقيق كثيرة وارسلنا الى اي منها وان اتضحت ادانتي بشيء فقدمني للمحاكمة ولن اذهب للاعتقال الاداري الذي ليس فيه لائحة اتهام وقال لي الكابتن لك ما تريد سارسلك الى عسقلان وهناك سيقومون معك بالواجب فقلت له ليتك تعلم انني لو مكثت عشرون سنة تحت التعذيب فلن اعترف وقلت له اتعلم لماذا ؟؟ لماذا؟؟؟ لاني مظلوم وليس هناك شيء عندي لاقوله
وانتهت المقابلة وارسلني الى عسقلان وهناك بدأ التحقيق معي ولن اروي ماذا حدث معي بالتفصيل سوى النتيجة
انتهى التحقيق وانا منتصر فلم ابح باية كلمة وانا اكتب هذه الكلمات تبسمت قليلا وقلت فهل هناك شيء اصلا لاقوله لكي لا اعترف به
المهم انني انتصرت اتعلمون لماذا ؟؟ مجرد انني لم افكر لحظة واحدة بتأليف قصة وهمية لاعترف بها في ظل التعذيب القائم لحظتها فقد استخرجوا لي تصريحا من المحكمة العليا بالتحقيق العسكري معي لمدة 24 ساعة ونسوا ان هذا التحقيق كان بالنسبة لي سهلا مقارنة بالتحقيق الذي جرى معي في سنة 95 في سجن الظاهرية ولكنهم لا يعلمون ويا ليتهم يعلمون ولكن المهم ماذا قلت انا لنفسي
ليت نفسي تعلم ان ما مررت به لا شيئ مقارنة مع بلال بن رباح او عمار بن ياسر
ليتهم يعلمون اننا بشر من مشاعر وان المشاعر لم تخلق الا لمن اعتنق الاسلام او آمن بالعدالة ولكنهم لا يؤمتون الا بانفسهم وأمنهم
خرجت من التحقيق رافعا عقلي من صندوق كان مخبئئ لوقت الشدة
ولكن الظلم مازال ينغص علي طيلة الوقت فلو اني فعلت شيء لربما هدأت نفسي ولكن لماذا الوم نفسي والوم اعداءها فالظلم اصلا واقع منذ احتلال فلسطين ومن حق اي شخص ان يقاوم المحتل
انتقلت الى سجن عسقلان ووضعوني في قسم كبير يتسع لاكثر من عشرون غرفة ودخلت غرفة ارادوها لي وسلمت على الشباب واستقبلوني احسن استقبال
كانت مدة التحقيق تتجاوز الستين يوما متواصلة ونمت بعدها نوما عميقا لاسيقظ على حياة اخرى ويا ليتني اعلم ما ينتظرني
يتبع....
وقصتي هذه جعلتني اكتب ليتهم يعلمون انهم باعتقالي وتسبيب الأذى لي جعلوا مني انسانا يعيد كل حساباته وتفكيره وينظر الى هذه الدنيا بنظرة عميقة وليست سطحية فكانوا قد قاموا باعتقالي ثلاث مرات سابقة وكانت مدتهم مجتمعين ثلاث سنوات ولكن لم اتعلم فيهم الا شيئا قليلا وكان سبب ذلك انني وقتها لم اشعر ياي ظلم فعرفت الان ان المشاعر هي التي تحرك العقل فكنت وقتها لا امتلك مشاعرا تؤهلني لاستخدم عقلي فيما هو مفيد فالشعور بالظلم يجعلك تفكر بغيرك من عباد الله المظلومين وتجري مقارنات بينك وبينهم ولكن يبقى الشعور هو ما يجمعنا شعور الظلم والاسى والمرارة والقسوة
يتحرك عقلك ليس مرغما وانما شعورا متدفقا يدفعه بطواعية متناهية فتسخر له عالما فضائيا واسعا لتسبح في تفكر كل شيئ لعلك تصل لاجوبة كنت اود معرفتها
اكمل فيما بعد...
هذه المدونة اسمها ليتهم يعلمون وكان سبب تسميتها بهذا الاسم قصة حدثت معي وانا اعيش في هذه الحياة وكنت غير مكتمل النضج الفكري فحيث كنت على وشك الزواج وكان عمري في لحظتها 26 عاما وكان باقي لحفل زواجي قرابة الشهر
حيث قابلت صديق لي يعمل في صناعة وتركيب نوافذ الالومونيوم وشرحت له انني مقبل على الزواج وهناك بعض التصليحات في نوافذ منزلي يجب ان تنجز وباسرع وقت وذهبنا الى المنزل وبدأ بالعمل وما ان انتهى كنت انا قد احضرت طعام الغذاء وبدانا بتناول الطعام وكنت انا اقص عليه مرارة الاعتقال حيث لم يمضي شهران على الافراج عني من سجون الاحتلال الاسرائيلي وكانت صورة قساوة الاعتقال ما زالت عالقة بذهني وكنت استحضر يوميات اعتقالي لحظة بلحظة واتخيلها كانها لم تنتهي
وانهينا طعامنا وذهب كل منا الى اعماله وركبت سيارتي واتجهت الى محلي الذي املكه حيث كنت ابيع فيه مواد بناء ودهانات وعندما اقتربت من المحل شاهدت احد اصدقائي ينتظرني ونزلت من السيارة ودخلنا المحل وجلسنا قليلا حتى جاء صديق آخر وما ان بدأنا الحديث نظرت الى خارج المحل فرايت سيارات الاحتلال الاسرائيلي تطوق المحل وكل المنطقة ودخل علينا ضابط ومجند اسرائيليين وقال لنا الضابط هويات هويات اي البطاقات الشخصية واعطيناه اياها ونظر اليها واعاد بطاقتان حيث لم تكن بطاقتي منهم وقال الضابط انت مطلوب للمخابرات تفضل وتعال معنا فانت معتقل ومن هنا بدأت قصتي مع ليتهم يعلمون
يتبع في حلقة اخرى............................
فقلت في نفسي الا يعلمون انيي على وشك الزواج الا يعلمون حرقة اهلي الا يعلمون اني انسان ينتظر الاستقرار وتكوين عائلة الا يعلمون الا يعلمون وقلت وانا اكظم غيظي ويكاد العرق يتصبب مني والظلم يعتصر قلبي ليتهم يعلمون ليتهم يعلمون وكنت ارددها في سري ولا اعي معناها العميق ولا اعلم ان معناه يرتبط بامور كثيرة لم اكن افقهها او ربما لم اكن بعد مستعد للتفكير بمثل هكذا افكار وما ان خرجت معهم ووصلنا الى خارج المحل فاذ بي ارى جموع من الناس تراقب ماذا يحدث فنظرت الى يميني فشاهدت عن يعد جمع من الناس ينظر الينا وكانت مفاجئة لم اكن اتوقعها فرايت والد خطيبتي ينظر الي وقد اعتراه الخوف والقلق ولا اعلم ماذا كان يفكر لحظتها فقلت ربما كان يقول في نفسه لماذا وافقت على هذا الشاب ليتزوج ابنتي فلقد ظلمتها وبعد ان استشعرت ما كان يدور في خلده فقلت ليته يعلم انني لا اعلم لماذا يعتقاونني ونظرت الى الناس وقلت ليتهم يعلمون وهنا بدأت اولى ملامح فهمي لهذه المقولة ليتهم يعلمون
يتبع وساكتب وساظل اكتب ولكن على فترات ويتبع.........
عدنا...
حيث كنت اقف على عتبة محلي وسيارة الجيب الاسرائيلي تفتح ابوابها لي كانها تفتح مستقبلا غامض لادخله مكرها فنظرت اليها كانني انظر الى واد سحيق لا اعلم نهايته وقام الجنود في غفلة تفكيري بالصراخ لكي استقل الجيب وما ان هممت ان ادخله اوقفني الضابط وبيده مرابط بلاستيك لكي يقيدني بهم فادارني الضابط الى يسار مكان وقوفي فرأيت عددا كبيرا من السيارات الاسرائيلية والجنود وبعيدا عنهم جموع غفيرة من المواطنين يشاهدون ما يحدث وكان وسطهم القوات الدولية للمراقبة التي جاءت باتفاق دولي الى مدينة الخليل بعد مجزرة الحرم الابراهيمي فاحسست لساني يريد الصراخ عليهم ويقول لهم ليتكم تعلمون ان الذي يده بالنار ليست كالتي يداه في الماء افلا يعلمون ويا ليتهم لا يعلمون لان علمهم عبارة عن كاميرا للتصوير التقطوها لي وانا اكبل من قبل المحتل فييا ليتهم يعلمون ان علم الشيء هو معرفته مع الشعور بمذاقه باللسان او بالاحساس
ونظرت الى هذه الدنيا للاسف بعين واحدة ليس استعلاء عليها وليس من هذا القبيل فكنت قبلها بايام صحوت من نومي وعيني اليمين تؤلمني بشدة وكانت محمرة لدرجة كبيره وذهبت للطبيب واعطاني دواء ووضع لي شريطا لاصقا عليها ليحميها من الغبار والجراثيم
ليتهم يعلمون ما كان شعوري وقتها جريح في قلبي ومصابا في عيني وحزينا من كل اعماق قلبي لهذا الذي انا فيه فليتهم يعلمون ان اتجاها جديدا ومنحى آخرا اخذ عقلي يدور فيهما فبدأت ادرك نعمة العدل ونقمة الظلم وقلت مال هؤلاء البشر يظلمون بعضهم مال هؤلاء البشر لا يحبون عدلا ايظنون فعلا انهم شعب الله المختار فهل يحق لهم ان يكونوا نخبة تتعالى على كل البشر افلا يعلمون انهم سيموتون كما نموت نحن ظلما وقهرا فيا ليتهم يعلمون انهم دماء ولحم من تراب نحن منه وادخلوني الى الجيب بقوة واظلمت الدنيا كما اسود قلبي عليهم واحسست ان دمي بدأ بالغليان من شدة التفكير ماذا يريد هؤلاء مني افلم يكفيهم انهم سرقوا زهرة مراهقتي قبلها بثلاثة اعتقالات فجعلت نفسي اراجعها فلعلها اخطأت بشيء حسن فلم اجد فادركت حينها ان الانسان يعيش تناقضات لحظية ومستقبلية والا ما الذي دفعني لاقول اخطأت بشيء حسن وسارت القافلة العسكرية في اتجاه لا اعلمه وعقلي لا يتوقف عن التفكير فتجلت لي لحظتها اروع آيات الطمأنينة والثبات وبدأت تتبلور لدي فكرة مفادها ان صمود الرجل بقلبه وعينيه يعد انتصارا على نفسك قبل ان يكون انتصارا على اعداءك فليتني علمت صمودا قبل هذا الصمود فما كنت شعرت بالم الاعتقال وقساوته وكأن الله انزل علي سكينته وكأن عقلي لم يعد هو عقلي فشعرت كأنه نضج كما تنضج حبة البطاطا وهي في النار واصبح جاهزا ليستوعب كل ما يجري حولي وكنا في الطريق نسير طريقا طويلة الى ان وصلنا معسكرا للاحتلال وانزلوني كأني مهزوم ويا ليتهم يعلمون انهم زرعوا في الانتصار والعزة فلا انتصار وعزة لهم لكونهم احتلال بقوة السلاح
يتبع في......................
ظن بنو اسرائيل أنهم ألاقوى ولكنهم لا يعلمون ان الضعف مغروس في قلوبهم والسلاح هو الوحيد الذي يحميهم وان السلاح هو الرادع لاي شخص يفكر بطردهم من بلادنا
صرخت بأعلى صوتي ماذا تريدون اين كبيركم وكنت اقصد ضابط المخابرات كابتن المنطقة اين هو ماذا يريد مني وقلت اظنه ليلة الامس لم ينم وهو يفكر بي ولو انه يعلم وليته يعلم انه باحتلالهم لارضنا ما فكر بي اليس هو بشر يحب ويكره ويخاف الس له مشاعر فلماذا يضع نفسه في موقع المدافع والخائف اليس له عائلة يريد ان يعيش معها بسلام اليس له اطفالا يحتاجون ان يربيهم على حب الناس ولكن للاسف انهم يربون اطفالهم على كره الانسان العربي ويصورونه ..يتبع
على انه مجرد من المشاعر ولا يهمه الا شرب الدماء هؤلاء هم اليهود عندما يبنون ثقافنهم
ثقافتهم هي تشويه الآخرين ومدح انفسهم فاين الثقافة
فرد علي جندي وقال تعال معي وادخلني غرفة ليس بها احد وانتظرت حتى أتاني الكابتن وقال لي شرفتنا فقلت له ماذا تريد فقال هدئ من روعك واصررت بعصبية ماذا تريد وهات من آلاخر فحدثني على ان ابوح انا بكل اسراري فقلت له يوجد لديك مراكز تحقيق كثيرة وارسلنا الى اي منها وان اتضحت ادانتي بشيء فقدمني للمحاكمة ولن اذهب للاعتقال الاداري الذي ليس فيه لائحة اتهام وقال لي الكابتن لك ما تريد سارسلك الى عسقلان وهناك سيقومون معك بالواجب فقلت له ليتك تعلم انني لو مكثت عشرون سنة تحت التعذيب فلن اعترف وقلت له اتعلم لماذا ؟؟ لماذا؟؟؟ لاني مظلوم وليس هناك شيء عندي لاقوله
وانتهت المقابلة وارسلني الى عسقلان وهناك بدأ التحقيق معي ولن اروي ماذا حدث معي بالتفصيل سوى النتيجة
انتهى التحقيق وانا منتصر فلم ابح باية كلمة وانا اكتب هذه الكلمات تبسمت قليلا وقلت فهل هناك شيء اصلا لاقوله لكي لا اعترف به
المهم انني انتصرت اتعلمون لماذا ؟؟ مجرد انني لم افكر لحظة واحدة بتأليف قصة وهمية لاعترف بها في ظل التعذيب القائم لحظتها فقد استخرجوا لي تصريحا من المحكمة العليا بالتحقيق العسكري معي لمدة 24 ساعة ونسوا ان هذا التحقيق كان بالنسبة لي سهلا مقارنة بالتحقيق الذي جرى معي في سنة 95 في سجن الظاهرية ولكنهم لا يعلمون ويا ليتهم يعلمون ولكن المهم ماذا قلت انا لنفسي
ليت نفسي تعلم ان ما مررت به لا شيئ مقارنة مع بلال بن رباح او عمار بن ياسر
ليتهم يعلمون اننا بشر من مشاعر وان المشاعر لم تخلق الا لمن اعتنق الاسلام او آمن بالعدالة ولكنهم لا يؤمتون الا بانفسهم وأمنهم
خرجت من التحقيق رافعا عقلي من صندوق كان مخبئئ لوقت الشدة
ولكن الظلم مازال ينغص علي طيلة الوقت فلو اني فعلت شيء لربما هدأت نفسي ولكن لماذا الوم نفسي والوم اعداءها فالظلم اصلا واقع منذ احتلال فلسطين ومن حق اي شخص ان يقاوم المحتل
انتقلت الى سجن عسقلان ووضعوني في قسم كبير يتسع لاكثر من عشرون غرفة ودخلت غرفة ارادوها لي وسلمت على الشباب واستقبلوني احسن استقبال
كانت مدة التحقيق تتجاوز الستين يوما متواصلة ونمت بعدها نوما عميقا لاسيقظ على حياة اخرى ويا ليتني اعلم ما ينتظرني
يتبع....
وقصتي هذه جعلتني اكتب ليتهم يعلمون انهم باعتقالي وتسبيب الأذى لي جعلوا مني انسانا يعيد كل حساباته وتفكيره وينظر الى هذه الدنيا بنظرة عميقة وليست سطحية فكانوا قد قاموا باعتقالي ثلاث مرات سابقة وكانت مدتهم مجتمعين ثلاث سنوات ولكن لم اتعلم فيهم الا شيئا قليلا وكان سبب ذلك انني وقتها لم اشعر ياي ظلم فعرفت الان ان المشاعر هي التي تحرك العقل فكنت وقتها لا امتلك مشاعرا تؤهلني لاستخدم عقلي فيما هو مفيد فالشعور بالظلم يجعلك تفكر بغيرك من عباد الله المظلومين وتجري مقارنات بينك وبينهم ولكن يبقى الشعور هو ما يجمعنا شعور الظلم والاسى والمرارة والقسوة
يتحرك عقلك ليس مرغما وانما شعورا متدفقا يدفعه بطواعية متناهية فتسخر له عالما فضائيا واسعا لتسبح في تفكر كل شيئ لعلك تصل لاجوبة كنت اود معرفتها
اكمل فيما بعد...
ونحن سنتابع بكل شغف بقيه الحكايه
ردحذف